المجتمع

نداء إنساني من المحامية فريال الاسمر الى السيدة الأولى حول أطفال غزة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وجهت المحامية فريال الاسمر نداء إنسانياً الى السيدة الأولى جاء فيه:

حضرة السيدة الأولى
السيدة نعمت عون المحترمة
رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية
تحية ملؤها التقدير والاحترام
من لبنان الجريح الذي يعرف معنى الألم، ومن أمهاته اللواتي ذقن مرّ الحروب والحرمان وصرخة الأطفال.
وفي ظل ما يشهده قطاع غزة من مآسي إنسانية ومع تصاعد الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين لا سيما النساء والأطفال نرفع إليكم هذا النداء الإنساني باسم الضمير وبإسم كل إمراة لبنانية وعربية حرة لنتضامن مع أمهات غزه وأطفالها الذين يواجهون الموت والدمار والخذلان بصبر لا يوصف.
إن العدوان المستمر على قطاع غزه، وما خلّفه من مشاهد تقشعر لها الأبدان – أطفال تحرق في الخيم وهي على قيد الحياة ... أطفال يُسحبون من تحت الأنقاض، طبيبة تزاول عملها في المستشفى ( آلاء النجار) تستلم جثث تسعة من أبنائها أثناء قيامها بواجبها المهني ... ايناس فرحات التي قتل أبنائها السبعة ... الطفلة هند رجب وهي تتوسل الإسعاف تحت نيران القصف الإسرائيلي وغيرها ... أمهات يحتضنّ جثامين فلذات أكبادهن.

حضرتكم: نداؤكم له وقع، وكلمتكم لها صدى،
وبإسم كل امرأة لبنانية وعربية حره لنتضامن مع أمهات غزه وأطفالها الذين يواجهون الموت والدمار والخذلان بصبر لا يوصف، أنتم لستن فقط السيدة الأولى في لبنان، بل صوت نسائي مؤثر على المستوى الوطني والعربي والدولي،
وكما عُرفتم بمواقفكم المشرفة في الدفاع عن المرأة وحقوقها نناشدكم اليوم أن ترفعن الصوت عالياً في وجه هذا الظلم وأن تطلقن مبادرة تضامن لبنانية – عربية من خلال الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، لمناصرة أمهات غزه وأطفالها.
نثق ملء الثقة ان كلمتكم حين تقال من قلب أم الى قلوب الأمهات قادرة على اختراق جدران الصمت، وإيقاظ الضمير العالمي.
فجوع الأطفال اليوم أصبح وصمة عار في جبين هذا العصر أطفال غزه لا ينامون جوعى فحسب بل يستيقظن على قصف ويحرمون من الغذاء والدواء والحليب وحتى من شربة ماء.
أمهات يشعلن النار ليخبزن لأطفالهن "خبز الرماد" وأخريات يقدمن لأبنائهن طعاماً لا يسد جوعاً بل يبقيهم على قيد البكاء.
لقد تخطت الكارثة في غزه حدود الألم:
ـ أمهات يُودّعن أبناءهن تحت الركام.
ـ وأطفال فقدوا أطرافهم ولم يفقدوا بعد براءتهم.
ـ أجساد صغيرة بلا أيدٍ أو أقدام  تنظر الى الحياة بعيون لا تفهم لماذا فُقدت اللعبة والساق معاً.
ـ أطفال يُبترون بلا تخدير ويتركون بلا دواء ولا أمل.
وفوق كل هذا، جوع ينهش ما بقي في أجسادهم النحيلة.
طفل ينام على صوت القصف ويصحو على وجع المعدة الخاوية.
إننا نؤمن بأن كلمتكم حين تصدر من موقعكم المعنوي والرسمي قادرة على إحداث أثر بالغ، صوتكم يصل، وموقفكم يُسمع، ورسالتكم حين تُحمل باسم المرأة اللبنانية، وبإسم الطفولة والحق في الحياة يمكن أن تهتز ضمائر العالم الغارق في التجاهل.
لذلـك نناشدكم بأبسط حقوق الإنسان في الحياة أن:
ـ تُطلقوا نداءً عاجلاً من الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، إلى كافة الهيئات النسائية والحقوقية في العالم.
ـ وتطالبوا برفع الحصار فوراً، وفتح الممرات الإنسانية لإدخال الغذاء والدواء الى الأطفال.
ـ وتُذكروا العالم أن الطفولة لا تُنتظر، والجوع لا يُؤجل.
حضرة السيدة الأولى المحترمة،
الأم التي ترى طفلها جائعاً هي في معركة يومية بين الحياة والإنهيار، وأمهات غزه يخضن هذه المعركة كل ساعة، بصمت موجوعٍ، وصبرٍ يليق بالبطولات ولكن حتى البطولة تحتاج الى صوتٍ يُساندها، وكلمة تُنقذها من الإختناق، أنتم ذلك الصوت، دعوا كلمتكم تكون خُبزاً لمن لا خبز له، وماءً في زمن العطش، وضميراً حين يغيب الضمير.

 نكتب إليكم لا من موقع سياسي ولا من موقع وظيفي بل من موقع الإنسان، ومن قلب كل أمرأة لبنانية ترى في أطفال غزه أطفالها، وفي جوعهم وجعها، وفي بكاء أمهاتهم دموعها.
نعتذر إن كنا نحملكم بعضاً من ألمنا، لكننا لا نجد اليوم صوتاً أقرب ولا ضميراً أصدق، ولا موقعاً أكثر تأثيراً وكذلك كان ملجأنا الأول ... والأخير هو فخامتكم...
نرجو أن تصغوا الى هذا النداء لا كرسالة رسمية بل كهمسة أم الى أم ... وكسؤال حياة الى قلب لا يعرف الصمت

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا